للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أظهر وأجلى، ولم يطلب أن يكون ذلك ليلًا في ظلام، كيما يروج عليهم محالًا وباطلًا، بل طلب أن يكون نهارًا جهرة؛ لأنه على بصيرة من ربه، ويقين أن الله سيظهر كلمته ودينه، وإن رغمت أنوف القِبْط.

قال تعالى: {فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (٦٠) قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (٦١) فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (٦٢) قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (٦٣) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (٦٤)} [طه: ٦٠ - ٦٤].

يخبر تعالى عن فرعون أنه ذهب، فجمع من كان ببلاده من السحرة، وكانت بلاد مصر في ذلك الزمان مملوءة سحرة، محترفين، في فنهم غاية، فجُمعوا له من كل بلد، ومن كل مكان، فاجتمع منهم خلقٌ كثير وجمٌّ غفير، فقيل: كانوا ثمانين ألفًا، قاله محمد بن كعب، وقيل: سبعين ألفًا، قاله القاسم بن أبي بزة، وقال السُّدي: بضعة وثلاثين ألفًا، وعن أبي أمامة: تسعة عشر ألفًا. وقال محمد بن إسحاق: خمسة عشر ألفًا. وقال كعب الأحبار: كانوا اثني عشر ألفًا، وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس: كانوا سبعين رجلًا.

وحضر فرعون وأمراؤه وأهل دولته وأهل مصر عن

<<  <  ج: ص:  >  >>