٣ - «أن دأب الطغاة والمجرمين دائمًا تلفيق الأكاذيب والتهم الباطلة ليروِّجوا على الناس باطلهم، فإن فرعون ادعى أن ما حصل كان بترتيب بين السحرة وموسى، مع أن موسى - عليه السلام - أتى من مدين وحيدًا، وحين أتى لم يجتمع بأحد من السحرة ولا غيرهم، بل بادر إلى دعوة فرعون وقومه، وأراهم الآيات، فأراد فرعون أن يعارض ما جاء به موسى، فسعى ما أمكنه، وأرسل في مدائنه من يجمع له كل ساحر عليم، فجاؤوا إليه، ووعدهم الأجر والمنزلة عند الغلبة، وهم حرصوا غاية الحرص وكادوا أشد الكيد على غلبتهم لموسى، وكان منهم ما كان، فهل يمكن أن يتصور مع هذا أن يكونوا دبروا هم وموسى واتفقوا على ما صدر؟ هذا من أمحل المحال»(١).
٤ - أن الله تعالى ثبَّت هؤلاء السحرة وصبروا على هذا البلاء الذي حصل لهم مع قصر المدة التي آمنوا فيها، لم يمكثوا مع إبراهيم - عليه السلام - أيامًا أو أشهر، قال تعالى:{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ}.
٥ - من آداب مناظرة أهل الباطل أن تدعهم يُلقوا باطلهم وشبهاتهم ثم تُلقي عليها براهين الحق وألوانه فتمحقها وتحرقها حتى تكون رمادًا، قال تعالى: {قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ