وكظم الغيظ، والعفو والحلم والصدقة والإحسان إلى المسيء، والصبر على الشهوات .. ونحو ذلك.
وأما الشهوات التي حفت النار بها، فالظاهر أنها الشهوات المحرمة، مثل الظلم وقتل النفس المعصومة وتعاطي المخدرات، والمسكرات، وارتكاب الفواحش وأكل الربا والغيبة والنميمة والاستماع إلى الملاهي .. ونحو ذلك، وأما الشهوات المباحة فلا تدخل في هذه، لكن يكره الإكثار منها مخافة أن تجر إلى المحرمات، وما تورثه من قساوة القلوب والانشغال عن الطاعات (١).
وقد ورد إيضاح ما سبق بما رواه أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَذَهَبَ فَنَظَرَ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا، ثُمَّ حَفَّهَا بِالْمَكَارِهِ،، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَذَهَبَ فَنَظَرَ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ، فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ النَّارَ، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَذَهَبَ فَنَظَرَ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلُهَا، فَحَفَّهَا بِالشَّهَوَاتِ، ثُمَّ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَذَهَبَ فَنَظَرَ، فَقَالَ: يَا رَبِّ،