ومنها: الجهاد في سبيل الله، فإنه مكروه إلى النفوس، وهي تحب الحياة، قال تعالى:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[البقرة: ٢١٦].
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: «وأما الشهداء الذين قُتلوا في سبيل الله، فإنهم لا يُسألون لظهور صدق إيمانهم بجهادهم، قال الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ}[التوبة: ١١١]، وقال تعالى:{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[آل عمران: ١٦٩](١).
ومنها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنه شاق على النفوس، ويتعرض صاحبه غالبًا للأذى، ولكنه طريق إلى الجنة، ونجاة من العذاب، قال تعالى عن لقمان وهو يوصي ابنه فيقول:{يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}[لقمان: ١٧].
ومنها: بذل الأموال وإنفاقها في سبل الخير مع حب النفوس لها إيثارًا لمرضاة الله ورغبة في جنته، قال تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (٩٢)}
(١). مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - (٨/ ٤٧٧).