قوله تعالى: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (٤٠)}، وهو يوم القيامة الذي يفصل الله فيه بين الخلائق أجمعين الأولين منهم والآخرين، وبين كل مختلفين، وسمي بذلك لأن الله تعالى يفصل فيه بين خلقه، دليل ذلك قوله تعالى:{لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ}[الممتحنة: ٣].
وقال تعالى:{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ}[المؤمنون: ١٠١]، وقال تعالى:{وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا}[المعارج: ١٠]، أي لا يسأل أخًا له عن حاله وهو يراه عيانًا، {وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} أي لا ينصر أحدٌ أحدًا، لا من القريب ولا من البعيد.
قوله تعالى:{إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} فإنه هو الذي ينتفع ويرتفع برحمة الله التي سعى لها سعيها في الدنيا.
قوله تعالى: {شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (٤٣) طَعَامُ الْأَثِيمِ (٤٤) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (٤٥) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (٤٦)} لما ذكر يوم القيامة وأنه يفصل بين عباده فيه، ذكر افتراقهم إلى فريقين، فريق في الجنة وفريق في السعير - وهم الآثمون بعمل الكفر والمعاصي