ثم أمرهن بالطاعة عمومًا، فقال:{وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} يدخل في طاعة الله ورسوله كل أمر أَمرا به أمر إيجاب أو استحباب، {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ} بأمركن بما أمركن به، ونهيكن عما نهاكن عنه؛ {لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ} أي: الأذى والشر والخبث {أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} حتى تكونوا طاهرين مطهرين؛ أي: فاحمدوا ربكم واشكروه على هذه الأوامر والنواهي التي أخبركم بمصلحتها، وأنها محض مصلحتكم، لم يرد الله أن يجعل عليكم بذلك حرجًا ولا مشقة، بل لتتزكى نفوسكم، وتتطهر أخلاقكم وتحسن أعمالكم، ويعظم بذلك أجركم.
ولما أمرهن بالعمل الذي هو فعل وترك؛ أمرهن بالعلم، وبيَّن لهن طريقه، فقال:{وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} والمراد بآيات الله القرآن، والحكمة أسراره أو سنة رسوله. وأمرهن بذكره يشمل ذكر لفظه بتلاوته وذكر معناه بتدبره والتفكر فيه واستخراج أحكامه وحِكَمه، وذكر العمل به وتأويله.