وعذابه، وتحول بينه وبين حصول البرء، فإن الإنسان إذا أتى بالأسباب التي تشرح صدره، ولم يخرج تلك الأوصاف المذمومة من قلبه لم يحظ من انشراح صدره بطائل.
تاسعًا: ترك فضول النظر والكلام، والاستماع والمخالطة، والأكل والنوم، فإن هذه الفضول تستحيل ألمًا وغمومًا وهمومًا في القلب، تحصره وتحبسه وتضيقه، فلا إله إلا الله ما أضيق صدر من ضرب في كل آفة من هذه الآفات بسهم، وما أنكد عيشه، ولا إله إلا الله ما أنعم عيش من ضرب في كل خصلة من تلك الخصال المحمودة، وكانت همته دائرة عليها، فلهذا نصيب من قوله تعالى:{إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ}[الانفطار: ١٣]. ولذلك نصيب من قوله تعالى:{وَإِنَّ الفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ}[الانفطار: ١٤].
والمقصود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أكمل في كل صفة يحصل بها انشراح الصدر، واتساع القلب، وأكمل الخلق متابعة له أكملهم انشراحًا ولذة، وقرة عين، وعلى حسب متابعته ينال العبد من انشراح صدره وقرة عينه، ولذة روحه ما ينال.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين (١).