ومن أنواع الظلم: ظلم العمال الذي سيكون حديثنا في هذا اليوم، وله صور كثيرة، منها تكليفهم بالعمل فوق الساعات التي تم الاتفاق عليها، أو تكليفهم من العمل ما لا يطيقون في أي مهنة كانت، أو تأخير رواتبهم والمماطلة في ذلك، أو عدم صرفها لهم.
ومنها محاولة بخس حقوقهم، وذلك أن يكتب الكفيل عقدًا بينه وبين العامل، ثم إذا حضر العامل حاول التخلص من هذا العقد ليجعل مرتبه أقل مما اتفق عليه، فيضطر هذا المسكين الذي بذل قصارى جهده ليصل إلى العمل أن يرضخ تحت هذا الضغط السيئ، وهذا من الظلم الذي حرمه الله على العباد.
وإن من الأمانة، الوفاء بالعقود، فعلى كل من العامل وصاحب العمل أن يفيا بما تعاقدا عليه والتزما به ما دام ذلك موافقًا للشريعة الإسلامية، قال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}[المائدة: ١]، وقال تعالى:{وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}[المؤمنون: ٨].
فرب العمل يلتزم بالأجرة، ونوع العمل ومقداره وزمنه، حسب ما تم الاتفاق عليه، والعامل يلتزم بالقيام بما وُكل إليه
(١). صحيح البخاري برقم ٢٤٤٧، وصحيح مسلم برقم ٢٥٧٨.