للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقال إنه مات مسمومًا، وساق ابن سعد بسنده إلى عمير ابن إسحاق قال: «دخلت أنا وصاحب لي على الحسن بن علي فقال: لقد لفظت طائفة من كبدي، وإني قد سقيت السم مرارًا فلم أُسق مثل هذا، فأتاه الحسين بن علي فسأله من سقاه، فأبى أن يخبره» (١).

قال أبو نعيم: لما اشتد بالحسن بن علي الوجع جزع، فدخل عليه رجل فقال له: يا أبا محمد ما هذا الجزع؟ ما هو إلا أن تفارق روحك جسدك حتى تقدم على أبويك علي وفاطمة، وعلى جديك النبي - صلى الله عليه وسلم - وخديجة، وعلى أعمامك حمزة وجعفر، وعلى أخوالك القاسم والطيب والمطهر وإبراهيم، وعلى خالاتك رقية وأم كلثوم وزينب. قال: فسرى عنه. وفى رواية أن القائل له ذلك الحسين، وأن الحسن قال له: يا أخي، إنى أدخل فى أمر من أمر الله لم أدخل فى مثله، وأرى خلقًا من خلق الله لم أر مثله قط. قال: فبكى الحسين - رضي الله عنهما -.

وقد اجتمع الناس لجنازته، حتى ما كان البقيع يسع أحدًا من الزحام.

قال ابن علية عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: «توفي


(١). الإصابة في تمييز الصحابة (٢/ ٥٣٤ - ٥٤٣)، والبداية والنهاية لابن كثير (١١/ ١٨١ - ٢١٢)، وسير أعلام النبلاء (٣/ ٢٤٥ - ٢٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>