للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أبيه عن رجل سمع عليًّا - رضي الله عنه - يقول: أَرَدْتُ أَنْ أَخْطُبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ابْنَتَهُ، فَقُلْتُ: مَا لِي مِنْ شَيْءٍ فَكَيْفَ؟ ثُمَّ ذَكَرْتُ صِلَتَهُ وَعَائِدَتَهُ، فَخَطَبْتُهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: «هَلْ لَكَ مِنْ شَيْءٍ؟» قُلْتُ: لَا، قَالَ: «فَأَيْنَ دِرْعُكَ الْحُطَمِيَّةُ (١)

الَّتِي أَعْطَيْتُكَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا؟» قَالَ: هِيَ عِنْدِي. قَالَ: «فَأَعْطِنِيهَا»، قَالَ: فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهُ (٢).

وروى الطبراني في معجمه الكبير من حديث بريدة - رضي الله عنه - أن عليًّا - رضي الله عنه - لما خطب فاطمة - رضي الله عنها - قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة العرس: «لَا تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى تَلْقَانِي»، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَاءٍ، فَتَوَضَّأَ مِنْهُ ثُمَّ أَفْرَغَهُ عَلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ: «اللهُمَّ بَارِكْ فِيهِمَا، وَبَارِكْ لَهُمَا فِي بِنَائِهِمَا» (٣).

وكانت فاطمة أشبه الناس برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هديه وسمته، فروى أبو داود في سننه من حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشْبَهَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا - وَقَالَ الْحَسَنُ: حَدِيثًا، وَكَلَامًا، وَلَمْ يَذْكُرِ الْحَسَنُ السَّمْتَ، وَالْهَدْيَ، وَالدَّلَّ - بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ فَاطِمَةَ - رضي الله عنها -، كَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا فَأَخَذَ بِيَدِهَا، وَقَبَّلَهَا، وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ، وَكَانَ


(١). الحطمية: قال ابن الأثير في النهاية (١/ ٤٠٣): هي التي تحطم السيوف أي تكسرها، قيل: العريضة الثقيلة، وقيل: هي منسوبة إلى بطن من عبد القيس يقال لهم حطمة بن محارب، كانوا يعملون الدروع، وهذا أشبه الأقوال.
(٢). (٢/ ٤١) برقم ٦٠٠٣، وقال محققوه: حسن لغيره.
(٣). (٢/ ٢٠) برقم ١١٥٣، وصححه الشيخ الألباني - رحمه الله - في آداب الزفاف ص ١٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>