للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا ابتغاء مرضاة الله ورسوله، ومرضاتكم أهل البيت، قال: ثم ترضاها حتى رضيت (١).

قالت عائشة - رضي الله عنها -: «عاشت فاطمة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ستة أشهر، ودفنت ليلًا» (٢).

قال الواقدي - رحمه الله -: «هذا أثبت الأقاويل عندنا، قال: وصلى عليها العباس، ونزل في حفرتها هو وعلي والفضل، قال سعيد ابن عفير: ماتت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة وهي بنت سبع وعشرين، قال الذهبي: وقيل أربعًا أو خمسًا وعشرين، وهو الأصح» (٣).


(١). أخرجه ابن سعد في الطبقات (٨/ ٢٧). قال ابن حجر - رحمه الله -: وهو وإن كان مرسلًا فإسناده إلى الشعبي صحيح، وبه يزول الإشكال في جواز تمادي فاطمة - رضي الله عنها - على هجر أبي بكر، وقد قال بعض الأئمة إنما كانت هجرتها انقباضًا عن لقائه والاجتماع به، وليس ذلك من الهجران المحرم لأن شرطه أن يلتقيا فيعرض هذا وهذا، وكأن فاطمة - رضي الله عنها - لما خرجت غضبى من عند أبي بكر تمادت في اشتغالها بحزنها ثم بمرضها، وأما سبب غضبها مع احتجاج أبي بكر بالحديث المذكور فلاعتقادها تأويل الحديث على خلاف ما تمسك به أبو بكر، وكأنها اعتقدت تخصيص العموم في قوله: لا نورث ورأت أن منافع ما خلفه من أرض وعقار لا يمتنع أن تورث عنه، وتمسك أبو بكر بالعموم، واختلفا في أمر محتمل للتأويل، فلما صمم على ذلك انقطعت عن الاجتماع به لذلك، فإن ثبت حديث الشعبي أزال الاستشكال، وأخلق بالأمر أن يكون كذلك لما علم من وفور عقلها ودينها عليها السلام. فتح الباري (٦/ ٢٠٢).
(٢). صحيح البخاري برقم ٤٢٤٠، وصحيح مسلم برقم ١٧٥٩.
(٣). سير أعلام النبلاء (٢/ ١١٨ - ١٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>