هذين الصحابيين لما قاما بضيافة ضيفه - صلى الله عليه وسلم - وأديا عنه الحق الذي عليه خلد الله ذكرهما الحسن في آيات تتلى إلى يوم القيامة، فيا ترى كم تكون منزلة من قام بدعوته ونشر سنته وذب عن دينه؟!
وفيها: ما كان عليه - صلى الله عليه وسلم - من ضيق العيش وقلة ذات اليد اختيارًا منه لذلك فإنه لو شاء لكان غير ذلك، ولكنه - صلى الله عليه وسلم - آثر الباقية على الفانية والأخرى على الأولى، وفضل أن يكون عبدًا رسولًا.
وفيها: فضل أزواج الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وعظيم صبرهن واختيارهن الله ورسوله على الحياة الدنيا وزينتها.
وفيها: أن من الواجبات والفروض ما هو فرض كفاية فإن حق هذا الضيف سقط عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بقيام هذين الصحابيين به.
وفيها: أن سؤال الرجل أن يقوم أحد إخوانه المسلمين بحق وجب عليه لا يستطيعه ليس من السؤال المذموم.
وفيها: أن إكرام الضيف لا يكون بإطعام الطعام فقط بل يشمل أمورًا أخرى من الترحيب به ومؤانسته بالحديث وغيرهما مما يختلف فيه الناس من مجتمع لآخر، قال الشاعر: