للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي صيرني إلى ما ترى] (١).

وساق ابن أبي حاتم بسنده إلى أبي الدرداء - رضي الله عنه - أنه قال يومًا - وذكر لقمان الحكيم - فقال: ما أُوتي ما أُوتي عن أهل ولا مال، ولا حسب ولا خصال، ولكنه كان رجلًا صمصامةً سكيتًا، طويل التفكر، عميق النظر، لم ينم نهارًا قط، ولم يره أحد قط يبزق ولا يتنخع، ولا يبول ولا يتغوط، ولا يغتسل، ولا يعبث ولا يضحك، وكان لا يعيد منطقًا نطقه إلا أن يقول حكمة يستعيدها إياه أحد، وكان قد تزوج وولد له أولاد فماتوا فلم يبك عليهم، وكان يغشى السلطان ويأتي الحكام، لينظر ويتفكر ويعتبر، فبذلك أُوتي ما أُوتي (٢).

قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي: وهذه الوصايا التي وصى بها لقمان ابنه تجمع أمهات الحكم وتستلزم ما لم يذكر منها، وكل وصية يقرن بها ما يدعو إلى فعلها إن كانت أمرًا،


(١). تفسير ابن كثير - رحمه الله - (١١/ ٥١).
(٢). تفسير ابن كثير - رحمه الله - (١١/ ٥١ - ٥٢)، وقال محققوه: إسناده ضعيف، الأشعث هو ابن سوار، قال الحافظ: ضعيف. وهو من بلاغات ابن عباس - رضي الله عنهما - ولا نعلم من أخبر ابن عباس بذلك! وقد رواه جماعة عن لقمان بهذا الوصف أو قريب منه كما سيسوقه المصنف، وهذا يشبه أن يكون قد أخذوه من مصدر واحد، ولكن لا نستطيع أن نجزم أنهم أخذوه عن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - مع إمكانية ذلك وجوازه، لأنه من الممكن أن يكونوا قد حملوه عن أهل الكتاب، وقد أُمروا أن يحدثوا عنهم، ولا حرج عليهم في ذلك، والله أعلم. والخبر أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>