للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اتباع سبيل غيرهم فقال: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (١١٥)} [سورة النساء، آية رقم: ١١٥].

١٢ - تضمنت الآية الكريمة التنبيه إلى فضل مصاحبة الأخيار، وقد وردت النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة تحث على ذلك وتنهى عن خلافه، قال تعالى - بعد أن ذكر ما وجده زكريا - عليه السلام - من الرزق عند مريم عليها السلام الذي لا يوجد عند غيرها، وأن الله هو الذي رزقها به -قال تعالى: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ} [سورة آل عمران، آية رقم: ٣٨]، وقال تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (٦٧)} [سورة الزخرف، آية رقم: ٦٧].

فمصاحبة الصالحين خير وبركة في الدنيا والآخرة، روى البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ، وجَلِيسِ السُّوءِ، كَحامِلِ المِسْكِ، ونافِخِ الكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ، إِمَّا أنْ يَحْذِيَكَ، وإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وإِمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، ونافِخُ الكِيرِ، إِمَّا أنْ يَحْرِقَ ثَيابَكَ، وإِمَّا أنْ تَجِدَ رِيحًا خَبيثَةً» (١).

وروى الترمذي في سننه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن


(١). صحيح البخاري برقم (٥٥٣٤)، وصحيح مسلم برقم (٢٦٢٨) واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>