٦ - ومنها أن من لم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وهو قادر على ذلك فإنه يهلك مع أهل المنكر وإن لم يعمل عملهم، قال تعالى: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (١٦٣) وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (١٦٤) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (١٦٥) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (١٦٦)} [سورة الأعراف، الآيات: ١٦٣ - ١٦٦].
وقصة اعتدائهم في السبت أنهم نهوا عن الصيد في يوم السبت فاحتالوا على ارتكاب المحرم بأن جعلوا الشباك يوم السبت وجمعوا السمك يوم الأحد، وظنوا أنهم يسلمون من الإثم.
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: «كانوا أثلاثًا، ثلث نهوا، وثلث قالوا:{لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ}، وثلث أصحاب الخطيئة، فما نجا إلا الذين نهوا وهلك سائرهم»(١).
(١). تفسير ابن كثير (٦/ ٤٢٨)، وقال ابن كثير - رحمه الله -: إسناده جيد، ولكن رجوعه إلى قول عكرمة في نجاة الساكتين أولى من القول بهذا، لأنه تبين حالهم بعد ذلك، واللَّه أعلم.