للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قال: خُطَبَاءُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا كَانُوا يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ، وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا يَعْقِلُونَ» (١).

وروى الطبراني في معجمه الكبير من حديث جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَثَلُ الَّذِيْ يُعَلِّمُ النَّاسَ الخَيْرَ وَيَنْسَى نَفْسَهُ مَثَلُ مِصْبَاحٍ يُضِيْءُ لِلنَّاسِ ويُحْرِقُ نَفْسَهُ» (٢).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: «أشد الناس عذابًا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه، فذنبه من جنس ذنب اليهود» (٣).

وكان الحسن إذا نهى عن شيء لا يأتيه أصلًا، وإذا أمر بشيء كان شديد الأخذ به، وهكذا تكون الحكمة، قال أبو الأسود الدؤلي:

لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ ... عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ

وَابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا ... فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ


(١). (١٩/ ٢٤٤) برقم (١٢٢١١)، وقال محققوه: حديث صحيح.
(٢). المعجم الكبير للطبراني (٢/ ١٦٦) برقم (١٦٨١)، وقال المنذري في كتابه الترغيب والترهيب (١/ ١٧٣): إسناده حسن، وصححه الشيخ الألباني - رحمه الله - في السلسلة الصحيحة (٧/ ١١٣٣).
(٣). الفتاوى الكبرى (٥/ ٣٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>