للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَبْدَ غَيْرِكَ وَقَدْ جَعَلَكَ اللَّهُ حُرًّا فَإِنَّ الْيَسِيرَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى أَكْرَمُ وَأَعْظَمُ مَنَ الْكَثِيرِ مِنْ غَيْرِهِ، وَإِنْ كَانَ كُلٌّ مِنْهُ كَثيِرًا (١).

وقال أبو حاتم البستي: «الواجب على العاقل تفقد الأسباب المستحقرة عند العوام من نفسه حتى لا يثلم (٢) مروءته، فإن المحقرات من ضد المروءات، تؤذي الكامل في الحال بالرجوع في القهقرى إلى مراتب العوام وأوباش (٣) الناس» (٤).

وقال الماوردي - رحمه الله -: «وأما الإسعاف في النوائب فلأن الأيام غادرة والنوازل غائرة والحوادث عارضة، والنوائب راكضة والإسعاف في النوائب نوعان، واجب وتبرع، فأما الواجب فيما اختص بثلاثة أصناف وهم الأهل، والإخوان، والجيران، فيجب من حقوق المروءة وشروط الكرم في هؤلاء الثلاثة تحمل أثقالهم وإسعافهم في نوائبهم، وأما التبرع ففيمن عدا هؤلاء الثلاثة من البعداء» (٥).

قال الشاعر:

وَكُنْتُ إِذَا عَقَدْتُ حِبَالَ قَوْمٍ ... صَحِبْتُهُمُ وَشِيمَتِي الوَفَاءُ


(١) أدب الدنيا والدين (ص ٣٣٠).
(٢) الثلم: هو الخلل.
(٣) أوباش الناس: أخلاطهم وسفلهم.
(٤) روضة العقلاء ونزهة الفضلاء (ص ٢٣٤).
(٥) أدب الدنيا والدين (ص ٥١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>