للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال السعدي - رحمه الله -: (الجبار هو بمعنى: العلي الأعلى وبمعنى القهار وبمعنى الرؤوف وهو الذي يجبر الكسير، ويغني الفقير، ويجبر المريض والمبتلى، ويجبر جبرًا خاصًا قلوب المنكسرين لجلاله، الخاضعين لكماله، الراجين لفضله ونواله بما يفيضه على قلوبهم من المحبة وأنواع المعارف الربانية، والفتوحات الإلهية والهداية والإرشاد والتوفيق والسداد) (١).

قال ابن القيم - رحمه الله - في النونية:

وكَذَلِكَ الجَبَّارُ مِنْ أَوْصَافِهِ ... وَالجَبْرُ فِي أَوْصَافِهِ قِسْمَانِ

جَبْرُ الضَّعِيفِ وَكُلِّ قَلبٍ قَدْ غَدَا ... ذَا كَسْرَةٍ فَالجَبرُ مِنهُ دَانِ

وَالثَّانِي جَبْرُ القَهْرِ بِالعِزِّ الَّذِي ... لَا يَنبَغِي لِسِوَاهُ مِنْ إِنسَانِ

وَلَهُ مُسمًّى ثَالِثٌ وَهُوَ العُلُوُّ ... فَلَيسَ يَدنُوُ مِنْهُ مِنْ إِنسَانِ

مِنْ قَوْلِهِمْ جَبَّارَةٌ لِلنَّخْلَةِ ... العُلْيَا الَّتِي فاتَتْ لِكُلِّ بَنَانِ

«فيكون معنى الجبار على وجوه:

١ - الجبار هو المصلح للأمور من جبر الكسر إذا أصلحه وجبر الفقير إذا أغناه.

٢ - الجبار بمعنى: القهار الذي يجبر الخلق على ما يريد، ويحملهم على ما أراد من أمور تقتضيها الحكمة الإلهية، فقد


(١) فتح الرحيم الملك العلام، ص (٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>