للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللستير روايتان، إحداهما كسر السين وتشديد التاء مكسورة، وذلك في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ««إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَلِيمٌ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ» (١).

والثانية: فتح السين وكسر التاء مخففة (٢).

قال البيهقي: الستير يعني أنه ساتر على عباده كثيرًا ولا يفضحهم في المشاهد، وكذلك يحب من عباده الستر على أنفسهم، واجتناب ما يشينهم، والله أعلم (٣).

وقال ابن الأثير: ستير فعيل بمعنى فاعل، أي من شأنه وإرادته حب الستر والصون (٤)، قال ابن القيم - رحمه الله -:

وَهُوَ الحَيِيُّ فَلَيْسَ يَفْضَحُ عَبْدَهُ ... عِنْدَ التَّجاهُرِ مِنْهُ بِالعِصْيَانِ

لَكِنَّهُ يُلْقِي عَلَيْهِ سِتْرَهُ ... فَهُوَ السِّتِّيرُ وَصَاحِبُ الغُفرَانِ

وقال المناوي: ستير بالكسر والتشديد، أي تارك لحب القبائح، ساتر للعيوب والفضائح، فعيل بمعنى فاعل (٥).


(١) سبق تخريجه.
(٢) انظر: حاشية سنن أبي داود (٤/ ٣٠٢)، ومختصر السنن (٦/ ١٥)، للحافظ المنذري بتحقيق أحمد شاكر ومحمد الفقي - رحمهما الله -.
(٣) الأسماء والصفات (ص ١٤٨).
(٤) البداية والنهاية (٢/ ٣٤١).
(٥) فيض القدير (٢/ ٢٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>