للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وينزل في أخرى، ومع هذا فلا خروج له عما قُدر عليه، فلو رضي باختيار الله أصابه القدر وهو محمودٌ مشكورٌ ملطوفٌ به فيه، وإلا جرى عليه القدر وهو مذمومٌ غير ملطوفٍ به فيه؛ لأنه مع اختياره لنفسه.

ومتى صح تفويضه ورضاه؛ اكتنفه في المقدور العطف عليه، واللطف به، فيصير بين عطفه ولُطفه، فعطفه يقيه ما يحذره، ولطفه يهون عليه ما قدره.

إذا نفذ القدرُ في العبد كان من أعظم أسباب نفوذه تحيله في رده، فلا أنفع له من الاستسلام له والرضى به (١)!

ومن فوائد الآية الكريمة:

١ - فرضية الجهاد؛ لقوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ}.

٢ - أنه لا حرج على الإنسان إذا كره ما كتب عليه؛ لا كراهته من حيث أمر الشارع به، ولكن كراهته من حيث الطبيعة؛ أما من حيث أمر الشارع به فالواجب الرضا، وانشراح الصدر به.

٣ - أن البشر لا يعلمون الغيب؛ لقوله تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ}.


(١) فوائد الفوائد (ص ١٤٧ - ١٤٩) بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>