للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في النفقة والظهر (١) والماء؛ ولذلك سميت بالعسرة (٢).

وقد اختلف في سبب هذه الغزوة، فروى ابن سعد في طبقاته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلغه أن هرقل ملك الروم جمع جموعًا كثيرة من الروم والغساسنة وقبائل العرب الموالية له، فعلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهم فخرج إليهم (٣).

ويشهد لهذا قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الذي يروي قصة هجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أزواجه، قال عمر: كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهم من عوالي المدينة، وكنا نتناوب النزول على النبي - صلى الله عليه وسلم - فينزل يومًا وأنزل يومًا. فإذا نزلت جئته بما حدث من خبر ذلك اليوم من الوحي أو غيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك. وكنا قد تحدثنا أن غسان تنعل الخيل لتغزونا، فنزل صاحبي الأنصاري يوم نوبته، فرجع إلينا عشاء، فضرب بابي ضربًا شديدًا وقال: قد حدث اليوم أمر عظيم، قلت له: ما هو؟ أجاء غسان؟ قال: لا بل أعظم من ذلك وأهول طلق


(١) الظهر: الإبل الذي يحمل عليها ويركب، النهاية (٣/ ١٥٢).
(٢) وقد وقعت هذه التسمية في قوله تعالى: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ} [سورة التوبة: ١١٧]، روى البخاري في صحيحه من حديث أبي موسى الأشعري ولفظه: «لقد أرسلني أصحابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسأله الحملان لهم إذ هم معه في جيش العسرة وهي غزوة تبوك»، رقم الحديث (٤٤١٥).
(٣) الطبقات الكبرى لابن سعد (٢/ ١٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>