للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِي نَفْسِهِ عَلَيَّ، فَرَجَعْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَأَخْبَرْتُهُمُ الَّذِي قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمْ أَلْبَثْ إِلَّا سُوَيْعَةً، إِذْ سَمِعْتُ بِلَالًا يُنَادِي: أَيْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، فَأَجَبْتُهُ، فَقَالَ: أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدْعُوكَ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُ قَالَ: «خُذْ هَذَيْنِ القَرِينَيْنِ - لِسِتَّةِ أَبْعِرَةٍ ابْتَاعَهُنَّ حِينَئِذٍ مِنْ سَعْدٍ -، فَانْطَلِقْ بِهِنَّ إِلَى أَصْحَابِكَ» (١) الحديث.

كما تسابق المسلمون في إنفاق الأموال، وبذل الصدقات، فهذا عثمان بن عفان - رضي الله عنه - كان قد جهز عيرًا للشام، مائتي بعير بأقتابها (٢) وأحلاسها (٣) ومائتي أوقية، فتصدق بها ثم تصدق بمائة بعير بأحلاسها وأقتابها، ثم جاء بألف دينار فنثرها في حجره - صلى الله عليه وسلم -،فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقلبها ويقول: «مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ اليَوْمِ» (٤).

قال الزهري: جهز عثمان بن عفان جيش المسلمين في تبوك بستعمائة وأربعين بعيرًا وستين فرسًا.


(١) صحيح البخاري برقم (٤٤١٥)، وصحيح مسلم برقم (١٦٤٩).
(٢) القتب: هو إكاف البعير، وقيل: رحل صغير على قدر السنام، انظر: تاج العروس (٣/ ٣٢٢).
(٣) الأحلاس: جمع حلس وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب، النهاية في غريب الحديث (١/ ٤٢٣).
(٤) سنن الترمذي من حديث عبد الرحمن بن سمرة - رضي الله عنه - برقم (٣٧٠١)، وقال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه، وصححه الشيخ الألباني - رحمه الله - في صحيح سنن الترمذي (٣/ ٢٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>