وكان - رضي الله عنه - مستجاب الدعوة، فروى البخاري ومسلم من حديث هشام بن عروة عن أبيه: أن أروى بنت أويس ادعت على سعيد بن زيد أنه أخذ شيئًا من أرضها، فخاصمته إلى مروان بن الحكم، فقال سعيد: أنا كنت آخذ من أرضها شيئًا بعد الذي سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -! قال: وما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:«مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ ظُلْمًا، طُوِّقَهُ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ»، فقال له مروان: لا أسألك بينة بعد هذا، فقال: اللَّهم إن كانت كاذبة فعم بصرها، واقتلها في أرضها، قال: فما ماتت حتى ذهب بصرها، ثم بينا هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت (١).
قال الذهبي - رحمه الله -: «لم يكن سعيدٌ متأخرًا عن رتبة أهل الشورى في السابقة والجلالة، وإنما تركه عمر - رضي الله عنه - لئلا يبقى له فيه شائبة حظ، لأنه ختنه وابن عمه، ولو ذكره في أهل الشورى لقالوا: حابى ابن عمه، فأخرج منها ولده وعصبته، فكذلك فليكن العمل لله.
قالت عائشة بنت سعيد: مات أبي بالعقيق فغسله سعد بن أبي وقاص وكفنه وخرج معه، توفي - رضي الله عنه - سنة إحدى وخمسين
(١) صحيح البخاري برقم (٣١٩٨)، وصحيح مسلم برقم (١٦١٠) واللفظ له.