للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فذكروا عيوب الناس، فذكر الناس لهم عيوبًا. وأدركت أقوامًا كانت لهم عيوب فكفوا عن عيوب للناس فُنسيت عيوبهم.

وشاهد هذا حديث أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه -: «يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيمَانُ قَلْبَهُ، لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ» (١).

إلا من كان مشتهرًا بالمعاصي معلنًا بها لا يبالي بما ارتكب منها، فهذا هو الفاجر المعلن، ومثل هذا لا بأس بالبحث عن أمره ليقام عليه الحد كما صرح بذلك بعض أهل العلم، قال الإمام مالك: وأما من عرف بشرٍّ أو فساد فلا أحب أن يشفع له أحد، ولكن يترك حتى يُقام عليه الحد.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: «وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ»، بين النبي - صلى الله عليه وسلم - أن نفع الناس من أعظم الأعمال والقربات، فروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي موسى - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جاءه السائل أو طلبت إليه حاجة قال: «اشْفَعُوا تُؤجَرُوا، ويَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا أَحَبَّ» (٢).


(١) مسند الإمام أحمد (٣٣/ ٢٠) من حديث أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه - برقم (١٩٧٧٦)، وقال محققوه: صحيح لغيره.
(٢) صحيح البخاري برقم (١٤٣٢)، وصحيح مسلم برقم (٢٦٢٧) من حديث أبي موسى - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>