للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعطي المانع.

٣ - عزة القهر، والغلبة لكل الكائنات، فهي كلها مقهورة لله خاضعة لعظمته، منقادة لإرادته، لا يتحرك منها متحرك إلا بحوله، وقوته (١)، وقال بعضهم: ذكر العزيز في القرآن في اثنتين وتسعين مرة (٢)، قال تعالى: {وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: ٢٦٠]، وقال تعالى: {وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} [آل عمران: ٤]، وقال أيضًا: {ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ} [يس: ٣٨].

ومن آثار الإيمان بهذا الاسم العظيم:

أولاً: الإيمان بالله سبحانه وتعالى، وأن من أسمائه: العزيز الذي لا يُغلب، ولا يُقهر، يُعطي الشجاعة والثقة به سبحانه، لأن معناه أن ربه لا يُمانع، ولا يرد أمره، وأنه ما شاء كان، وإن لم يشأ الناس، وما لم يشأ لم يكن وإن شاؤوا، والمتأمل في قصص الأنبياء والرسل يجد ذلك واضحًا جليًا، فمن ذلك قصة موسى عليه السلام، عندما حاول فرعون أن يمنع خروج هذا الصبي بأن أمر بقتل جميع الذكور من بني إسرائيل، لأنه علم أنه سيخرج فيهم نبي ينتزع منه ملكه، ولكن يأبى الله العزيز إلا أن يتم نوره، ولو كره الكافرون، فولد موسى عليه السلام، وتربى في قصر فرعون، وفي بيته، وتحت رعايته، ولما حاول قتله أهلكه الله، وقائده هامان، وجنوده أجمعين، وغيرها من القصص (٣).

ثانيًا: أن العزيز في الدنيا والآخرة هو من أعزه الله، قال تعالى: {قُلِ اللهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ المُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ


(١) نزهة الأعين النواظر (٤٣٤ - ٤٣٥) نقلاً عن موسوعة نضرة النعيم (٧/ ٢٨٢١ - ٢٨٢٢).
(٢) النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى، للنجدي (١/ ١٣٦).
(٣) انظر: النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى (١/ ١٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>