للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُلَاقِيَّ؟ فَيَقُوْلُ: لَا. فَيَقُوْلُ: فَإِنِّي أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيْتَنِي» (١).

وروى الترمذي في سننه من حديث أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَا تَزُوْلُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَن عُمُرِهِ فِيْمَ أَفْنَاهُ؟ وَعَن عِلمِهِ فِيْمَ فَعَلَ؟ وَمَالِهِ مِن أَيْنَ اكْتَسَبَهُ؟ وَفِيْمَ أَنْفَقَهُ؟ » (٢).

رابعًا: شكر هذه النعم بالقلب والقول والفعل، قال تعالى: {وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} [لقمان: ١٢]، وقال أيضًا: {اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: ١٣]؛ فاستمرار هذه النعم بالشكر بأنواعه الثلاثة، وذهابها بالمعاصي والذنوب، قال تعالى: {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَاتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: ١١٢].

وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا صَلَّى قَامَ حَتَّى تَفَطَّرَ رِجْلَاهُ، قَالَت عَائِشَةُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، أَتَصنَعُ هَذَا، وَقَد غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ، وَمَا تَأَخَّرَ؟ ! فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟ ! » (٣).

قال الشاعر:

إذا كُنْتَ في نِعْمَة فَارْعَهَا ... فإن المعَاصِي تزيلُ النعم

وحُطْها بطاعَةِ ربِ العبادِ ... فَرَبُّ العبَادِ سَرِيعُ النقم

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


(١) جزء من حديث مسلم في صحيحه برقم (٢٩٦٨).
(٢) برقم (٢٤١٦)، وقال حديث حسن صحيح.
(٣) صحيح البخاري برقم (١١٣٠)، وصحيح مسلم برقم (٢٨٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>