وأجاب العلماء عن حديث صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وسوقه خمسًا وعشرين درجة، أن المراد بيان ثواب صلاة الجماعة، وأن أجرها أكثر، وليس حكم صلاة الجماعة، والأفضلية لا تدل على عدم الوجوب فقد ثبت الوجوب بآيات وأحاديث صحيحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
يُضاف إلى ذلك ما فيها من المصالح والمنافع العظيمة، التي تدل على أن الحكمة تقضي بوجوبها.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، ومنها:
أولاً: إظهار شعيرة من أعظم شعائر الإسلام، وهي الصلاة؛ لأن الناس لو بقوا يصلون في بيوتهم ما عرف أن هناك صلاة.
ثانيًا: التواد بين الناس؛ لأن ملاقاة الناس ومصافحتهم لبعضهم البعض توجب المحبة والمودة. روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ