للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسن». وقال عمر - رضي الله عنه -: «إذا تم بياض المرأة في حسن شعرها، فقد تم حسنها».

والعرب تمدح المرأة بالبياض، قال الشاعر:

بيضٌ أَوَانسُ ما هممن بريبةٍ ... كظِباءِ مكةَ صيدُهنَ حرامُ

يُحسبن مِن لِين الحديثِ زوانيا ... ويَصدُهنَ عن الخَنَا الإسلامُ

قوله: {عُرُبًا} في الآية الكريمة، العرب جمع عروب، وهي التي جمعت إلى حلاوة صورتها، حسن التأني والتبعل والتحبب إلى الزوج بدلها وحديثها، وحلاوة منطقها، وحسن حركاتها. وذكر المفسرون في تفسير العرب بأنهن العواشق المتحببات، الغنجات، الشكلات، المتعشقات، الغلمات، المغنوجات، كل ذلك من ألفاظهم (١).

قوله {أَتْرَابًا}: قال ابن عباس: وسائر المفسرين: مستويات على سن واحد، بنات ثلاث وثلاثين سنة (٢).

وقد أودع سبحانه في الحور العين من حسن الخَلق والخُلُق، وجمال الصورة، ورقة البشرة ما يبهر العقول، وتعجز الألسن عن وصفه.

روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الجَنَّةَ صُوْرَتُهُم عَلَى صُوْرَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، لَا يَبْصُقُوْنَ فِيْهَا، وَلَا يَتَمَخَّطُونَ، وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، آنِيَتُهُم فِيْهَا الذَّهَبُ، أَمْشَاطُهُم مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، وَمَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ، وَرَشْحُهُمُ المِسْكُ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُم زَوْجَتَانِ، يُرَى مُخُّ سُوْقِهِمَا مِن وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنَ الحُسْنِ،


(١) بدائع التفسير (٤/ ٣٥٤).
(٢) تفسير ابن كثير (١٣/ ٣٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>