للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عائشة رضي الله عنها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» (١).

الثاني: أن يكون العمل خالصًا لوجه الله تعالى، روى البخاري ومسلم من حديث عمر بن الخطاب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» (٢).

قال الفضيل بن عياض: أحسن عملاً أخلصه وأصوبه، وقال: إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل حتى يكون خالصًا صوابًا، والخالص ما كان لله، والصواب ما كان على السنة (٣).

ومن أعظم الدلائل على الإخلاص: أن العبد يعمل العمل الصالح، ثم لا يبالي باطلاع الناس عليه، بل لو نسب إلى غيره لأفرحه ذلك لعلمه أنه محفوظ عند الله تعالى.

وقيل لسهل التستري: أي شيء أشد على النفس؟ قال: الإخلاص؛ لأنه ليس له فيها نصيب - أي من الدنيا -.

ثانيًا: تقوى الله عز وجل، ومراقبته في السر والعلن، فإن تقوى الله عز وجل وصيته للأولين والآخرين، قال تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ} [النساء: ١٣١].

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - كثيرًا ما يوصي أصحابه بتقوى الله، ففي حديث العرباض بن سارية: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَالسَّمْعِ


(١) البخاري برقم (٢٦٩٧)، ومسلم برقم (١٧١٨).
(٢) البخاري برقم (١)، ومسلم برقم (١٩٠٧).
(٣) مدارج السالكين (٢/ ٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>