وقد ذكر شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، أن أصل دين الإسلام وقاعدته أمران عظيمان، وهما:
الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك، والموالاة فيه، وتكفير من تركه، قال تعالى:{قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَاّ نَعْبُدَ إِلَاّ اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}[آل عمران: ٦٤].
فأمر الله تعالى نبيه أن يدعو أهل الكتاب إلى معنى (لا إله إلا الله) الذي دعا إليه العرب وغيرهم، والكلمة السواء هي (لا إله إلا الله)، أي لا معبود بحق إلا الله، فلا دعاء ولا استغاثة، ولا ذبح، ولا نذر، ولا غير ذلك من العبادات إلا لله سبحانه، وهذه هي دعوة الرسل عليهم السلام.
الثاني: الإنذار عن الشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه، وتكفير من فعله، فلا يتم مقام التوحيد إلا بهذا، وهو دين الرسل، أنذروا قومهم عن الشرك، كما قال تعالى:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[النحل: ٣٦].
والشرك محبط لجميع الأعمال، كبيرها وصغيرها، ولا يقبل الله من صاحبه صرفًا ولا عدلاً، ولا فرضًا ولا نفلاً، قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا