للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عثمان بن عامر بن عمرو القرشي، وقد أجمعت الأمة على تسميته بالصديق؛ لأنه بادر إلى تصديق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد وصفته ابنته عائشة فقالت: «كان أبي أبيض نحيفًا خفيف العارضين، منحني الظهر قليلاً، غائر العينين.

وقد وردت أحاديث تدل على فضله ومكانته، وأنه أفضل هذه الأمة بعد نبيها - صلى الله عليه وسلم -، فمن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين من حديث عائشة في مرضه الذي مات فيه: «ادْعِي لِي أَبَا بَكْرٍ أَبَاكَ وَأَخَاكِ، حَتَّى أَكْتُبَ كِتَابًا، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ، وَيَقُولَ قَائِلٌ: أَنَا أَوْلَى، وَيَابَى اللهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَاّ أَبَا بَكْرٍ» (١).

قال العلماء: وفي هذا الحديث دلالة على أن الصديق أفضل الصحابة على الإطلاق، وأحقهم بالخلافة، وأولاهم بإمامة المسلمين.

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي سعيد الخدري: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي مَالِهِ وَصُحْبَتِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلَامِ، لَا تُبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلَاّ خَوْخَةَ أَبِي بَكْرٍ» (٢).

وروى الترمذي في سننه من حديث أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَا لأَحَدٍ عِنْدَنَا يَدٌ إِلَاّ وَقَدْ كَافَيْنَاهُ مَا خَلَا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا يَدًا يُكَافِئُهُ اللهُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَا نَفَعَنِي مَالُ أَحَدٍ قَطُّ مَا نَفَعَنِي مَالُ أَبِي


(١) برقم (٥٦٦٦)، وصحيح مسلم برقم (٢٣٨٧) واللفظ له.
(٢) البخاري برقم (٣٩٠٤)، ومسلم برقم (٢٣٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>