للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يستجاب فيها الدعاء كحال السجود، وبين الأذان والإِقامة، والدعاء في جوف الليل، وآخر النهار يوم الجمعة، وعند نزول المطر، وإفطار الصائم، وليلة القدر، ويوم عرفة، ودبر الصلوات المكتوبات، وعند النداء للصلوات المكتوبات، وعند إقامة الصلاة، وعند زحف الصفوف في سبيل الله، وعند الاستيقاظ من النوم ليلاً والدعاء بالمأثور، وقد ثبتت هذه المواضع بأحاديث صحيحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وقد جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الإِخبار عمن يستجاب دعاؤهم، فمنهم: دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب، ودعوة الوالد، والمسافر، والصائم، والمظلوم، والإِمام العادل، ودعوة الولد الصالح، ودعوة المستيقظ من النوم إذا دعا بالمأثور وغيرهم.

روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحمَلُ عَلَى الْغَمَامِ، وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاوَاتِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ عز وجل: وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ» (١).

وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يختار في دعائه جوامع الدعاء فيقول: {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: ٢٠١] وكان يكثر منها، ويقول: «يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ» (٢)، وقال لعلي: «قُل: اللَّهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي» (٣)، وعلم عائشة أن تقول في ليلة القدر: «اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ


(١) مسند الإمام أحمد (١٣/ ٤١٠) برقم (٨٠٤٣)، وقال محققوه: حديث صحيح بطرقه وشواهده] طبعة مؤسسة الرسالة [.
(٢) مسند الإمام أحمد (١٩/ ١٦٠) برقم (١٢١٠٧) وقال محققوه: إسناده قوي على شرط مسلم وأصله في صحيح مسلم.
(٣) سنن أبي داود برقم (٤٢٢٥)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (٢/ ٧٩٥) برقم (٣٥٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>