للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسائر المخلوقات، من كان منها في الأرض أو الجو أو البحار والأنهار، قال تعالى: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَاّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِين (٦)} [هود]، وقال تعالى: {وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم (٦٠)} [العنكبوت].

قال حاتم بن الأصم:

وَكَيْفَ أَخَافُ الفقرَ واللَّهُ رازِقِي ... ورازقُ هذا الخلقِ في العسرِ واليسرِ

تَكَفَّل بالأرزاقِ للخلقِ كلهم ... وللضبِ في البيداءِ والحوتِ في البحرِ

ثالثًا: أنه يجب على المؤمن أن يتوكل على اللَّه الرزاق الذي رزق جميع المخلوقات فإن رزقه سبحانه لا يختص ببقعة، بل رزقه تعالى عام لخلقه حيث كانوا وأين كانوا، بل كانت أرزاق المهاجرين حيث هاجروا أكثر وأوسع وأطيب فإنهم بعد قليل صاروا حكام البلاد في سائر الأقطار والأمصار (١)، قال تعالى: {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُون (٢٢)} [الذاريات]، وقال تعالى: {فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ} [العنكبوت: ١٧]، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عمر بن الخطاب رضي اللهُ عنه: أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ: لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا» (٢).

رابعًا: عِلْمُ اللَّه التام الشامل فلا يغيب عنه شيء، صغيرًا كان أو


(١) تفسير ابن كثير (١٠/ ٥٢٦).
(٢) (١/ ٣٣٢) برقم ٢٠٥، وقال محققوه: إسناده قوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>