قال بعضهم: المصوِّر هو الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة، وهيئات متباينة من الطول والقصر، والحسن والقبح، والذكورة والأنوثة: كل واحد بصورته الخاصة، قال تعالى: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِين (١٤)} [المؤمنون].
ومن آثار الإيمان بهذين الاسمين العظيمين:
أولاً: إن اللَّه تعالى هو الخالق وحده وما سواه مخلوق، قال تعالى: {قُلِ اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّار (١٦)} [الرعد]، وقال تعالى:{هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ}[فاطر: ٣]، فكل ما سوى اللَّه مخلوق محدَث، وكل المخلوقات سبقها العدم؛ قال تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا (١)} [الإنسان].
ثانيًا: إن اللَّه تعالى لم يزل خالقًا كيف شاء ومتى شاء ولا يزال، قال تعالى:{يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء}[النور: ٤٥]، وقال تعالى:{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ}[القصص: ٦٨]، وقال تعالى: {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيد (١٦)} [البروج].
ثالثًا: إن اللَّه تعالى ذكره خالق كل شيء، قال تعالى:{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَاّ إِلَهَ إِلَاّ هُوَ}[غافر: ٦٢].
رابعًا: خلق اللَّه عظيم، فلا يستطيع مخلوق أن يخلق مثله، فضلاً عن أن يخلق أفضل منه، قال سبحانه: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا