للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأرض، وهما أعظم من خلق الإنسان، قال تعالى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون (٥٧)} [غافر]، ومن عظمة خلق اللَّه: أن الكرسي وهو موضع القدمين - كما قال ابن عباس رضي اللهُ عنهما - وسع السماوات والأرض جميعًا، والعرش أعظم من ذلك، واللَّه تعالى مستوٍ على عرشه، وهو أعظم وأكبر من كل شيء.

سابعًا: إن اللَّه تعالى ما خلق هذا الخلق عبثًا، وإنما لغاية عظيمة، قال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُون (١١٥) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيم (١١٦)} [المؤمنون].

وقال تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِين (١٦) لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَاّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِين (١٧) بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُون (١٨)} [الأنبياء].

قال ابن كثير: يخبر تعالى أنه خلق السماوات والأرض بالحق: أي بالعدل والقسط {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (٣١)} [النجم]، وأنه لم يخلق ذلك عبثًا ولا لهوًا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّار (٢٧)} [ص: ] (١).

ثم بين سبحانه الحكمة في الخلق فقال: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ


(١) تفسير ابن كثير (٩/ ٣٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>