للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَتُبْغِضَ فِي اللَّهِ، وَتُعْمِلَ لِسَانَكَ فِي ذِكْرِ اللَّهِ» قال: وماذا يا رسول اللَّه؟ قال: «وَأَنْ تُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَتَكْرَهَ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ، وَأَنْ تَقُولَ خَيْرًا أَوْ تَصْمُتَ» (١).

وهذا من خصال الإيمان العظيمة، ولذلك رتَّب النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دخول الجنة على العمل بها، فروى الإمام أحمد في مسنده من حديث يزيد ابن أسد القسري رضي اللهُ عنه قال: قال لي رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «أَتُحِبُّ الْجَنَّةَ? » قلت: نعم، قال: «فَأَحِبَّ لِأَخِيكَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ» (٢).

وروى مسلم في صحيحه من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللهُ عنهما: عن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ، فَلْتَاتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَاتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ» (٣).

وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر رضي اللهُ عنه قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «يَا أَبَا ذَرٍّ إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا، وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي؛ لَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ، وَلَا تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ» (٤).

وإنما نهاه عن ذلك لما رأى من ضعفه، وهو صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يحب هذا لكل ضعيف، وإنما كان يتولَّى أمور الناس لأن اللَّه قوَّاه على ذلك، وأمره بدعاء الخلق كلهم إلى طاعته، وأن يتولَّى سياسة دينهم ودنياهم.

وكان محمد بن واسع يبيع حمارًا له، فقال له رجل: أترضاه لي?


(١) (٣٦/ ٤٤٦)، برقم ٢٢١٣٠، وقال محققوه: صحيح لغيره.
(٢) (٢٧/ ٢١٦)، برقم ١٦٦٥٥، وقال محققوه: حديث حسن.
(٣) ص: ٧٧٠، جزء من حديث رقم ١٨٤٤.
(٤) ص: ٧٦٣، برقم ١٨٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>