للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعلم بكتاب اللَّه مني، تبلغه المطايا، لأتيته.

وكان الإمام البخاري يقوم في الليلة الواحدة: ما يقارب عشرين مرة، لتدوين حديث أو فكرة، وقال الإمام أحمد بن حنبل: رحلت في طلب السُّنَّة إلى الثغور والشامات والسواحل، والمغرب والجزائر، ومكة والمدينة، واليمن وخراسان وفارس، وقال: حججت خمس حجات: منها ثلاث حجج راجلاً من بغداد إلى مكة، وقال ابن الجوزي: طاف الإمام أحمد بن حنبل الدنيا مرتين، حتى جمع المسند وفيه ثلاثون ألف حديث.

وقال أيضاً: ولو أني قلت: طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر، وأنا بعد في الطلب فاستفدت بالنظر فيها من ملاحظة سير القوم، وقدر هممهم وحفظهم وعباداتهم، وغرائب علومهم ما لا يعرفه من لم يطالع، فصرت أستزري ما الناس فيها، وأحتقر همم الطلاب وللَّه الحمد (١). اهـ.

وقال ابن الجوزي - في ترجمة الطبراني -: هو العلَّامة سليمان ابن أحمد مُسنِد الدنيا، زادت مؤلفاته على خمسة وسبعين مؤلفًا، سئل عن كثرة أحاديثه? ! فقال: كنت أنام على الحصير ثلاثين سنة.

قال الشافعي رحمه الله:

تَغَرَّبْ عن الأوطانِ في طلبِ العُلَا ... وسافِرْ ففي الأسفارِ خمسُ فوائدِ

تَفْرِيجُ هَمٍّ واكتسابُ معيشةٍ ... وعلمٌ وآدابٌ وصحبةُ ماجدِ


(١) صيد الخاطر، ص: ٤٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>