ومنها: السخرية بالعمال المقيمين في هذه البلاد، أو الفقراء وضعفة الناس، واحتقارهم: لأن هذا من الجنسية أو البلد الفلاني؛ روى البخاري في صحيحه من حديث سهل رضي اللهُ عنه قال: مر رجل على رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: «مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا؟ » قالوا: حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يُشفع، وإن قال أن يُستمع، قال: ثم سكت، فمر رجل من فقراء المسلمين، فقال:«مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا؟ » قالوا: حري إن خطب أن لا يُنكح، وإن شفع أن لا يُشفع، وإن قال أن لا يُستمع، فقال رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:«هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِثْلَ هَذَا»(١)؛ وما يدري هذا الساخر: لعل الذي سخر منه خير وأتقى للَّه منه! قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات: ١٣].
ومنها السخرية بالجيران والأصدقاء والأقارب، وقد يكون الحامل على هذه السخرية والاحتقار: هو الحسد، فقد يبرز بعض الناس عند أقاربه أو أصدقائه: بتجارة أو علم أو دراسة، فيسخرون منه، ويلمزونه في المجالس، ليسقطوه من أعين الناس؛ روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عنه: أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ