للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا» (١).

ومنها فتحه سبحانه أبواب السماء لنزول البركات وإجابة الدعوات، قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون (٩٦)} [الأعراف].

روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد اللَّه بن مسعود رضي اللهُ عنه: أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيلِ البَاقِي، يَهبِطُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنيَا، ثُمَّ تُفتَحُ أَبوَابُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يَبسُطُ يَدَهُ فَيَقُولُ: هَل مِن سَائِلٍ يُعطَى سُؤلَهُ؟ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَطلُعَ الفَجرُ» (٢).

ومنها ما يفتح اللَّه على العبد المؤمن قبل موته بعمل صالح، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي عنبة الخولاني رضي اللهُ عنه قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ خَيْرًا عَسَلَهُ» قِيلَ: وَمَا عَسَلَهُ (٣)؟ قَالَ: «يَفتَحُ اللَّهُ لَهُ عَمَلاً صَالِحًا قَبلَ مَوتِهِ، ثُمَّ يَقبِضُهُ عَلَيهِ» (٤).

ومن فوائد الإيمان بهذا الاسم العظيم:

أولاً: أن الفتح والنصر لا يكون إلا من اللَّه؛ فهو الذي يفتح على


(١) ص: ١١٠٤، برقم ٢٧٥٩.
(٢) (٦/ ١٩١) برقم ٣٦٧٣، وقال محققوه: حديث صحيح رجاله رجال الصحيح.
(٣) قال الزمخشري في الفائق (٢/ ٤٢٩): هو من عسل الطعام يعسله، إذا جعل فيه العسل كأنه شبه ما رزقه اللَّه تعالى من العمل الصالح الذي طاب به ذكره بين قومه بالعسل الذي يُجعل في الطعام فيحلو به ويطيب.
(٤) (٢٩/ ٣٢٣)، برقم ١٧٧٨٤، قال محققوه: صحيح لغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>