ويحتمل أن يحمل على ظاهره، لأن كل عمل لم يرد به عامله إلاخلاص، فليس من الدين.
قوله: النصيحة للَّه: هي وصفه بما هو له أهل، والخضوع له ظاهرًا وباطنًا، والرغبة في محابه: بفعل طاعته، والرهبة من مساخطه: بترك معصيته، والجهاد في رد العاصين إليه.
والنصيحة لكتاب اللَّه: تعلمه، وتعليمه، وإقامة حروفه في التلاوة، وتحريرها في الكتابة وتفهم معانيه، وحفظ حدوده، والعمل بما فيه، وذب تحريف المبطلين عنه.
والنصيحة لرسوله: تعظيمه ونصره حيًّا وميتًا، وإحياء سنته بتعلُّمها وتعليمها، والاقتداء به في أقواله وأفعاله ومحبته ومحبة اتباعه.
والنصيحة لأئمة المسلمين: إعانتهم على ما حملوا القيام به، وتنبيههم عند الغفلة، وسد خلتهم عند الهفوة، وجمع الكلمة عليهم، ورد القلوب النافرة إليهم؛ ومن أعظم نصيحتهم: وقفهم عن الظلم بالتي هي أحسن، ومن جملة أئمة المسلمين: أئمة الاجتهاد؛ وتقع النصيحة لهم ببث علومهم وتعليمهم ما ينفعهم، وكشف وجوه الأذى عنهم، وأنه يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه (١).
والنصيحة على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: النصيحة للمسلمين عمومًا وفيها أحاديث كثيرة؛ روى مسلم في صحيحه من حديث جرير بن عبد اللَّه رضي اللهُ عنه قال: «بايعت