للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَفْضَى إِلَى الآخِرَةِ، لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا» (١).

قوله تعالى: {فَأُمُّهُ هَاوِيَة (٩)}: أي أن مآله إلى نار جهنم والهاوية من أسماء النار، وقيل: المراد بالأم هنا أم الدماغ، والمعنى أنه يلقى في النار على أم رأسه؛ ولا مانع من اجتماع الأمرين، فيقال: يرمى في النار على أم رأسه، وليس له مأوى ولا مقصد إلا النار.

قوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَه (١٠) نَارٌ حَامِيَة (١١) هذا من باب التفخيم والتعظيم لهذه الهاوية: يسأل ما هي؟ ثم يجيب: إنها نار حامية في غاية ما يكون من الحرارة، وقد قال النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عنه: «إنها فُضِّلَتْ عَلَى نَارِ الدُّنيَا بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا، كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا» (٢)؛ وإذا تأملت نار الدنيا كلها سواء نار الحطب أو الورق أو الفرن أو أشد من ذلك، فإن نار جهنم مفضَّلة عليها بتسعة وستين جزءًا، نسأل اللَّه السلامة والعافية.

ومن فوائد السورة الكريمة:

أولاً: أنه ينبغي للمؤمن أن يقي نفسه من عذاب اللَّه، وهذه الوقاية تكون بفعل الخير ولو بأقل القليل؛ روى مسلم في صحيحه من حديث عدي بن حاتم رضي اللهُ عنه: أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ


(١) ص: ١١٢٩ برقم ٢٨٠٨.
(٢) ص: ٦٢٥ - ٦٢٦ برقم ٣٢٦٥، وصحيح مسلم ص: ١١٤١ برقم ٢٨٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>