منير كالجدال بكتاب منزل من السماء، فليس معه علم من هذا الطريق ولا من غيرها.
كما قال تعالى:{فلا صدق ولا صلى}[القيامة: ٣١] وكل من لم يصدق لم يصل.
وقال تعالى:{لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين * وكنا نكذب بيوم الدين}[المدثر: ٤٣-٤٦] .
وقال تعالى:{إنه كان لا يؤمن بالله العظيم * ولا يحض على طعام المسكين}[الحاقة: ٣٣-٣٤] .
ومثل هذا كثير، قد ينفي الشيء الذي نفيه يستلزم نفي غيره، لكن تذكر تلك اللوازم على سبيل التصريح للفرق بين دلالة اللوازم ودلالة المطابقة، كما قد ذكرنا نحو ذلك في قوله تعالى:{ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق}[البقرة: ٤٢] ، وأن كل من لبس بالباطل فلا بد أن يكتم بعض الحق، وبينا أن هذا ليس من باب النهي عن المجموع المقتضي لجواز أحدهما، ولا من باب النهي عن فعلين متباينين، حتى لا يعاد فيه حرف النفي، بل هو من باب النهي عن المتلازمات.
كما يقال لا تكفر وتكذب بالرسول، ولا تجادل في الله بغير علم ولا هدىً ولا كتاب منير.
والمقصود أن كل من عارض كتاب الله بمعقوله أو وجده، أو ذوقه،