[حقيقة الرافضة وبيان إشراكهم بعبادة علي وغيره من البشر]
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وفي ذلك تحقيق توحيد الله، وألا يعبدوا إلا إياه، ورد على أشباه المشركين.
وفيه رد على الرافضة الذين يبخسون الصديق رضي الله عنه حقه، وهم أعظم المنتسبين إلى القبلة إشراكاً بعبادة علي وغيره من البشر].
الرافضة الذين يسمون الآن (الشيعة) أو (الإثنا عشرية) هؤلاء من أكفر الطوائف المنتسبة إلى ملة الإسلام، فعقائدهم مناقضة لعقائد المسلمين.
ومناقضة عقائد الرافضة لعقائد المسلمين واضحة في التعبد لغير الله عز وجل، ولهذا أشار ابن تيمية رحمه الله كثيراً في بعض كتبه، أن الذين نشروا الشرك وعبادة غير الله عز وجل هم من هذه الأمة، ومن المنتسبين إليها، كالصوفية والرافضة، فهم يعتقدون العتبات المقدسة، ويأتون إلى هذه العتبات المقدسة ويحجون إليها ويطوفون بها ويذبحون عندها ويستغيثون بغير الله، وينذرون لغير الله سبحانه وتعالى، ويقررون ذلك في كتبهم، حتى إن أحد مؤلفيهم كتب كتاباً وسماه: (حج المشاهد) ولهذا يذكر المجلسي في (بحار الأنوار) وهو كتاب من كتب المتأخرين، لكنه جمع كتب المتقدمين جميعاً ورتبها وهو كتاب كبير يزيد على مائة مجلد، وأفرد جزءاً كاملاً يتعلق بالمزارات، فيه من ألوان الشرك ما لا يخطر لك على بال، ولهذا في أيام الاحتفالات التي يقيمونها في حسينياتهم يقومون بدعوة غير الله عز وجل ويستغيثون بـ علي بن أبي طالب ويعطونه جميع صفات الله سبحانه وتعالى، بل إنهم يقررون في مصنفاتهم أن الله سبحانه وتعالى عندما خلق الكون أسنده إلى الأئمة ليقوموا بتدبيره، ولا شك أن هذا من أعظم الشرك في الربوبية.
ولهذا فيعتبر الرافضة من أهل الشرك والعياذ بالله، ولا يعني هذا أن كل من انتسب إليهم مشرك، فهناك فرق عند الحديث عن الفرق وعن المذاهب، ولابد أن نفرق بين حقيقة المذهب ودين المذهب، والأشخاص المنتسبين إليه، وليس كل أحد انتسب إلى مذهب من المذاهب يعتقد كل ما في هذا المذهب، وأحياناً قد لا يعلم.
لكن أساس المذهب وعلماءه والقائمين عليه والحوزات العلمية ومن يكون متديناً منهم، فإن هؤلاء لا شك أنهم يؤمنون بهذه العقائد الضالة، والمشكلة الكبيرة التي حصلت عند الروافض في العصر الحديث: هي أن مصنفاتهم التي كانت قديماً موطن سرية وكان لا يتداولها إلا مجموعة من العلماء فيهم أصبحت متوفرة في كل مكان بسبب الطباعة، وبسبب الاتصالات الموجودة.
وأعظم كتاب منذ عشرة قرون ألف في الرد على الرافضة هو: (منهاج السنة النبوية) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ومع هذا فإنه لم يرجع إلى كتاب الكافي للكليني، مع أن كتاب الكافي للكليني قبل شيخ الإسلام تقريباً بثلاثة قرون أو أربعة قرون، وهذا يدل على أن هذا الكتاب كان مستوراً، وأنه لم يظهر إلا في زمن الدولة الصفوية عندما بدأت المطابع، وانتشرت عقائدهم.
فالآن أصبحت عقيدة الرافضة ظاهرة متداولة، ولا يمكن أن يجعلوها سراً، فهي عقيدة مكشوفة وواضحة، وهذا الأمر الأول الذي جعل القضية خطيرة في العصر الحديث.
القضية الثانية: هو أن منهج الرافضة العقدي الخطير الذي فيه شركيات حوله شيوخ الرافضة إلى مذهب شعبي، فيجتمع في الحسينيات عشرات بل آلاف، ويستمعون إلى القصائد والأدعية التي يقوم بها بعض الأشخاص، ويرددون بعض الكلمات التي تحصل فيها ما يسمى (باللطميات) عندهم، وهي من الشرك الواضح، ولا يمكن لأي شخص أن يحملها إلا على الشرك، فعندما يمدحون علياً بن أبي طالب بأنه يعلم عدد الذرات، وأنه سبب الفضل على عدد من الأنبياء، وأنه وأنه، فهذا من أوضح الشرك، ولهذا فإن هؤلاء الذين يعرفون هذا الشرك لا يعذرون أبداً من إنكاره.
ومن أوضح الأشياء عند الرافضة: سب الصحابة، فهم يكفرون أبا بكر وعمر وعثمان، ويكفرون سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقبح الله هذا المنهج وهذا الدين الذي يكفرون به خلاصة أتباع نبيه.
والنصارى على شركهم وضلالهم وانحرافهم لم يوجد أحد منهم يكفر الحواريين أبداً، وهؤلاء يكفرون خلص الصحابة رضوان الله عليهم، والنصوص الثابتة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في تفضيل أبي بكر وعمر بلغت مبلغ التواتر، ومع هذا يكفرون أبا بكر وعمر.
وأنتم سمعتم خبر الرجل الخبيث الذي في الكويت، الذي سجل على شريط تكفيره أبا بكر وعمر، وسبه لهما، وطعنه فيهما طعناً قبيحاً، ولا شك أن هؤلاء -كما قال عنهم بعض السلف- ونقلها ابن تيمية في بداية (منهاج السنة) فقال: ما رأيت أحمق من الخشبية! لو كانوا من البهائم لكانوا حميراً، ولو كانوا من الطيور لكانوا رخماً.
أي: أنهم أسوأ الأنواع، فأسوأ البهائم الحمير، والخنازير ما كانت موجودة عند العرب، وهي الآن من أسوأ البهائم،