[حكم قيادة المرأة للسيارة]
السؤال
ما حكم قيادة المرأة للسيارة؟ وما حكم الدعوة إليها؟
الجواب
قيادة المرأة للسيارة أمرها محسوم ولله الحمد، ففيها فتوى قديمة من المشايخ، ورأي الشيخ عبد العزيز بن باز وغيره من المشايخ -مثل الشيخ محمد بن عثيمين، وأعضاء هيئة كبار العلماء- واضح في المسألة، وهو أنه لا يجوز أن تقود المرأة السيارة؛ لما يترتب على هذا من الفتن، فليس محل التحريم في قيادة المرأة للسيارة أنه لا يجوز أنها تمسك بآل القيادة وتشغل السيارة، لكن لما يترتب على قيادتها من فتن ومصائب.
وإذا كانت المشكلات موجودة الآن في حياة كثير من الناس بدون قيادة للمرأة للسيارة فكيف إذا قادت؟! فإذا قادت قيل: لا بد من كشف الوجه، وهذا مخالفة شرعية، ثم إن حقيقة ذلك دعوة لخروج المرأة، لكن بطريقة هادئة، فبعض الناس لا يريد أن يدعو إلى الفساد دفعة واحدة، لكنه يدعو إليه بشكل متدرج، فيقول: نريد قيادة المرأة للسيارة، وقد يورد ضوابط شديدة جداً، بحيث لا تقود إلا من الساعة السابعة في الصباح إلى السابعة في الليل، ولا تخرج عن الخطوط الطويلة، ولا تقود إلا من كان عمرها أربعين سنة، وهذه ضوابط ليست بالهينة، ثم تستمر سنتين أو ثلاث سنوات ثم ينقض ضابط، ثم ينقض الذي بعده، ثم ينقص الذي بعده، ثم نصبح مثل المجتمعات الفاسدة التي نعرفها في حياة المسلمين اليوم.
ولا شك في أن هذا لا يرضاه المسلم ولا يحبه، ويكفي أن أهل العلم الذين يعرفون مصالح الناس ويقدرونها، ويعرفون حاجة الناس، ويوازنون بين المصالح والمفاسد وهم أهل الحل والعقد في أي مجتمع من المجتمعات يكفي أنهم أفتوا في هذا الأمر.
أما أهل الفساد، وأهل الانحراف فلا يلتفت إليهم، وأقول: إنه ينبغي علينا أن نقنع الناس بأن الفساد شر عليهم جميعاً، على الصالح والطالح، والله عز وجل يقول: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال:٢٥]، وهؤلاء المفسدون الذين يريدون خرق السفينة إذا تركهم الناس سيهلك أهل السفينة جميعاً.
ومع الأسف أننا نحن -الدعاة والمصلحين- قد يوجد لنا في بعض الأحيان بنات أو أخوات أو أمهات غير مقتنعات بالحجاب، حيث تأخذ الواحدة منهن الحجاب بشكل تقليدي، ولهذا لو وجدت فرصة ربما كشفت عن وجهها، وكثير من الفتيات تعيش بهذا الأسلوب مع الأسف الشديد، فلو كان هناك فرصة لأن تقود سيارة لقادتها وهي راغبة؛ بسبب أن مثل هؤلاء الفتيات لم يتربين تربية صحيحة في البيوت على أهمية الحجاب وأنه دين، فالحجاب دين مثل كون الصلاة ديناً، والصيام ديناً، والحج ديناً، والزكاة ديناً، فمن من النساء اليوم تعتقد أن الحجاب مثل الصلاة والصيام؟! فكثير من النساء عندهن أن الحجاب مثل غترتك أيها الرجل! وهذه مسألة خطيرة إذا لم تفهم الفتاة -سواء أكانت زوجة أم أختاً أم أماً أم قريبة- أن الحجاب دين يجب الالتزام به، وأن خروجها من بيتها من أكبر المصائب.
وهنا شيء أريد أن أنبه إليه، وهو أن أكثر ما يسعى إليه المفسدون أن يوجدوا صراعاً بين الرجل والمرأة، وهذا الذي تربى عليه الغرب، فالغرب تربوا على وجود صراعات دائمة بين الرجل والمرأة والفقير والغني، والحاكم والمحكوم، والضعيف والقوي، فالحياة عندهم مبنية على الصراع.
ولهذا قد يبدأ المفسدون بهذه القضية، فتجد الدندنة على موضوع أن الرجل هضم المرأة ولم يعطها حقوقها، وأن الرجل تعدى على حقوق المرأة، وقد يوجد هناك تعد من بعض الرجال لا يوافق الشرع، لكن هؤلاء أهل الفساد يلبسون الشرع أخطاء الناس، فقد توجد فتاة يظلمها أبوها فيزوجها رجلاً كبيراً جداً في السن حتى يتزوج هو بنت هذا الرجل، وهذا ظلم.
لكن بعض المفسدين يلبس هذا الظلم هذا الدين، فيجعل هذا من ظلم الدين للمرأة والعياذ بالله، وهذه القضية قضية واضحة ومحسومة، ولله الحمد.