ما رأيكم فيمن يقول: إن العبادة في معناها الشرعي تشمل أمران: الأمر الأول: هو الذل والخضوع، والأمر الثاني: هو المحبة، فالذل بغير محبة لا يسمى عبادة، وعليه فهل ينفى الشرك عمن كان هذا حاله؟
الجواب
هذه المسألة سبق أن أشرنا إليها، وقلنا: إن العبادة لا بد فيها من أمرين: الذل والخضوع والمحبة، فإذا وجد ذل وخضوع بدون محبة فلا يعتبر العمل عبادة، ولهذا فإن من قال: بأن المحكومين بغير الشريعة يعبدون حكامهم مع وجود الكراهة لهذه القوانين الوضعية ونحوها فقوله غير صحيح، وهذا منه غلو وإسراف؛ لأن حقيقة العبادة وأركانها لم تتحقق في عملهم، فهم أذلوهم بالقوة لكن ليست هناك محبة، ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر آخر الزمان قال:(إلا من رضي وتابع)، والرضا والمتابعة تستلزم المحبة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.