للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[العبودية الاختيارية هي الفارق بين المؤمن والكافر]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وهذه العبادة: هي التي يحبها الله ويرضاها، وبها وصف المصطفين من عباده وبها بعث رسله، وأما العبد بمعنى المعبد سواءٌ أقر بذلك أو أنكره فهذا المعنى يشترك فيه المؤمن والكافر].

يعني: حتى لو أنكر أنه عبد لله فهو عبدٌ في الحقيقة حتى لو أنكر، فإذا اعترف فإنه يلزمه توحيد الألوهية والعبودية الاختيارية، فإن لم يلتزم به، فإنه يعيش في شقاء بين الاعتراف بربوبية الله عز وجل وعدم الالتزام بلازمها وهو توحيد الألوهية.

قال: [وبالفرق بين هذين النوعين يعرف الفرق بين الحقائق الدينية الداخلة في عبادة الله ودينه، وأمره الشرعي التي يحبها ويرضاها ويوالي أهلها ويكرمهم بجنته، وبين الحقائق الكونية التي يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر التي من اكتفى بها ولم يتبع الحقائق الدينية كان من أتباع إبليس اللعين والكافرين برب العالمين، ومن اكتفى بها في بعض الأمور دون بعض، أو في مقام دون مقام، أو حال دون حال نقص من إيمانه وولايته لله بحسب ما نقص من الحقائق الدينية.

].

والحقائق الدينية والحقائق الشرعية التي يحبها الله ويرضاها هي: توحيد الألوهية، وهي التي يسأل عنها العبد وهي حقيقة الإسلام.

وإذا قيل: الإسلام فإنه يراد به العبودية الاختيارية التي يحبها الله ويرضاها وهي توحيد الألوهية.

هذا هو الإسلام وهذا هو الدين.

وأما العبودية الاضطرارية فهي معنى توحيد الربوبية، وهي يشترك فيها المسلمون والكفار والأحياء والجمادات.

<<  <  ج: ص:  >  >>