أفضتم في الكلام على الصوفية ولكنكم -أيضاً- في بحر مهاجمتكم لها لم تتطرقوا إلى ما فيها من جوانب روحانية، ومن الإنصاف عند ذكر شيء أن تذكروا ما له وما عليه؟
الجواب
سبق أن أشرت إلى أن الصوفية منهج فاسد دخل على الإسلام من أديان الهند، والصوفية عندهم عقائد ضالة ومنحرفة وخطيرة على الإسلام والمسلمين، وأما الجوانب الروحانية فنحن لا نأخذها من الصوفية، وإنما نأخذها من القرآن والسنة، فإن القرآن والسنة مليئان بأعمال القلوب، وبالتقوى وبالإنابة، والخشية، والخوف، والمحبة، والرجاء، ونحو ذلك من الأعمال القلبية، وهنا أحب أن أشير إلى مسألة مهمة جداً، وهي أن بعض الناس يتصور أن طريقة السلف الصالح رضوان الله عليهم هي طريقة في المسائل النظرية فقط، ونحن نقول: لا، بل السلف الصالح رضوان الله عليهم أخبارهم مليئة بالخشية والخوف من الله عز وجل والتوكل على الله والإنابة والبكاء من خشية الله، وقد وصلوا إلى الدرجات العلى في الأنس بالله عز وجل، لكن بمنهج مستقيم، وهو منهج النصوص الشرعية، فروحانية الصوفية لا تنفع، لأنها روحانية نتجت عن أعمال بدعية، وخلوات بدعية، وأذكار بدعية، فهي روحانية فاسدة؛ إذ المبني على الفاسد فاسد، لكن هناك روحانية أخرى عند السلف الصالح رضوان الله عليهم تنشأ عن أعمال موافقة للأدلة الشرعية، وموافقة لطريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في الذكر، وطريقة النبي صلى الله عليه وسلم في التعبد ونحو ذلك، فهذه الروحانية هي النافعة، والروحانية التي نطالب بها هي التي كانت عند السلف رضوان الله عليهم المأخوذة من النصوص الشرعية، فأنت إذا قرأت القرآن تجد أنه مليء بالحث على الإيمان وعلى الخشية ووصف المؤمنين بالخشية، بل إن ما يذكر من أخبار أهل الجنة وأخبار أهل النار المقصود به توريث الخشية في النفس، ولهذا كانت قراءة القرآن من أعظم الطرق التي تلد الروحانية، لكن بشرط أن تكون قراءة تدبر وتأمل أما الخلوات الصوفية فهي -وإن ولدت روحانية- لا تنفع؛ لأنها مبنية على فاسد.