إن الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين.
أما بعد: فإن الله سبحانه وتعالى خلقنا في هذه الدنيا لتحقيق حكمة عظيمة وهدف كبير، وهي إقامة دينه في الأرض، ولهذا أرسل الله سبحانه وتعالى الرسل وأنزل الكتب وامتحن الخلق وابتلاهم، وقد جاءت الرسل الكرام بالدعوة إلى عبادة الله عز وجل وحده لا شريك له وإفراده سبحانه وتعالى بالعبودية والإلهية، لكن أقوامهم لم يكونوا على طريقة واحدة في التعامل معهم، بل آمن بهم البعض، وكفر بهم البعض وهم الأكثر.
وقد جعل الله سبحانه وتعالى هذه الفتن في حياة الناس ليبتليهم وليختبرهم، فقدر الله سبحانه وتعالى وجود الصراع بين الحق والباطل إلى قيام الساعة، ونحن في هذا الزمان بعد مرور أكثر من أربعمائة وألف سنة على هجرة النبي صلى الله عليه وسلم نعيش في زمن كثرت فيه الأهواء، وكثر فيه الافتراء، وكثرت فيه التيارات والاتجاهات، وكثر فيه الدعاة المنحرفون على أبواب جهنم، وأمام هؤلاء لابد من أن يكون للداعية إلى الله سبحانه وتعالى منهج وطريقة يسير عليها ليجنب نفسه ومن يستطيع هذه الأهواء وهذه الشبهات وهذه المناهج المضلة.