والعلاقة بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية: أن توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية، والألوهية تتضمن توحيد الربوبية، فكل من وحد الله في إلهيته فإن هذا يتضمن توحيده لله عز وجل في كونه رب كل شيء، وأنه عز وجل خالق كل شيء، ومدبر كل شيء؛ لأنه لا يمكن أن يعبد الله عز وجل دون أن يعتقد مثل هذا الاعتقاد، ومن جاء بالربوبية فإنه يلزمه أن يأتي بالألوهية، وقد يأتي بها كحال المسلمين، وقد لا يأتي بها كحال الكافرين؛ لأن الكفار كثير منهم يعرف أن الله عز وجل هو خالق كل شيء ومدبر كل شيء، إلا أنه لا يلتزم بعبادة الله عز وجل والتأله له، بل تأله لغيره، مع أنه لازم له في الحقيقة.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وذلك يبين أن أفضل الذكر: لا إله إلا الله، كما رواه الترمذي وابن أبي الدنيا، وغيرهما، مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(أفضل الذكر: لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء: الحمد لله).
وفي الموطأ وغيره عن طلحة بن عبد الله بن كثير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)].