[موقف العقلانيين والعصريين من نصوص سجود الكائنات ونحوها]
لكن العقلانيين لا يؤمنون بهذه الأشياء، ولا يعترفون بها، ويقولون: كيف ينفخ الوزغ في النار من أجل أن تضطرم على إبراهيم؟! وما أدرى الوزغ بإبراهيم؟! وما أدرى الوزغ بهذه النار؟! وهذا هو كلام الصادق المصدوق، ولا يمكن أبداً أن يكذب صلى الله عليه وسلم، وهذا خبر، ولا يمكن أن نرد الأخبار بعقولنا المجردة، فإننا نؤمن بالغيبيات عموماً، وهذه هي ميزة المسلمين، حيث يؤمنون بالغيب، وما دام أننا آمنا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم يأتيه الخبر من السماء في ليلة واحدة أو في أقل من ذلك، فنحن نؤمن بما يخبرنا به عن الحيوانات مما لا نعرفه ولا نراه بأعيننا، وهذا الفيصل بين الموحد وغيره، وهذا هو الفرق بين المؤمن وغيره، ولهذا قام هؤلاء العصريون بتأويل جميع النصوص في القرآن وفي السنة التي لم توافق عقولهم، فتجد أنهم يقولون عن الطير الأبابيل: إنها هي الجراثيم الموجودة في الكون، ولهذا لما جاء أبرهة بقومه إلى الوادي المشهور بقرب مكة دخلت فيهم الجراثيم فأهلكتهم وأسقطت ما عندهم من اللحم والشحم حتى ماتوا، وهذا تفسير باطل؛ لأن الله تعالى سماها طيراً، ولا شك في أن الواجب هو الإيمان بالنصوص الشرعية كما أرادها الله سبحانه وتعالى بدون تحريف أو تأويل.
وهنا مسألة، وهي: هل تسبيح الجمادات والحيوانات وبقية الكائنات غير المكلفة تسبيح اختياري، بمعنى: أنها تستطيع الترك، أم أنه تسبيح اضطراري، وهو حقيقي في ذات الوقت؟ وهذه المسألة من المسائل المهمة التي لم تستطع عقول العصرانيين أن تؤمن بها.